تأملات إيمانية

تعليق واحد

للدنيا قوانينها الفيزيائية والرياضية .....التي تحكمها والإنسان مدعو لمعرفتها واستخدامها , وللآخرة كذالك قوانينها المختلفة والغيبة التي تحكمها.....فمن غير المعقول محاولة تفسير بعض الظواهر الدنيوية المحضة بغيبيات أتت في الكتب السماوية بالمطابقة وغيره هذا من جهة ومن جهة أخرى ليس من المنطق في شيء أن نحاول تطبيق بعض قوانيننا العلمية البحثة في تفسير ظواهر ما وراء المادة كالتي تحدث عنها القرآن الكريم في ما يخص مجموعة من المفاهيم كالزمن الازلي ومفهوم المكان في الاخرة ...عذاب القبر...الجنة النار ...وغيره مما تقف عقولنا حائرة أمامه.
 في الحقيقة قصور فكرنا على استيعاب مسألة الغيبيات يكمن أولا في عدم كونهما- يعني الدنيا والآخرة - من نفس الجنس ولا من نفس المادة ..فمن يدري قد تكون دنيانا هذه ماهية إلا صور تخلق داخل عقولنا لحظة بلحظة  ويخيل إلينا أننا نعيشها كذالك لحظة بلحظة... وقد تكون هذه القوانين التي تتبجح البشرية في فك شفرتها ليست إلا قوانين تحكم هذه الصور لا غير رغم كونها ملموسة طبعا .فحواسنا هي من أشعرنا بماذيتها وواقعيتها.....رغم أنه يمكن خداعها كما أثبتت تجارب بسيطة ذالك. فحواس ذواتنا هي فقط من جعلتنا نتخيل أننا نعيش هذه الصور بواقعية....وقد تكون قوانيننا الفيزيائية لا تحكم المادة التي من المفترض أن تكون هناك في الاخرة بواقعية أكثر إذ يمكننا أنداك أن نعيشها حقيقة لا فقط كما يتخيل إلينا الان .
أتحدث هنا بصيغة" نحن"  كفكر وعقل لا كذوات وحواس لأنني أضن أن العقل هو الوحيد الثابت  والمشترك بين الحياتين والعالمين ...فالذات  ما هي إلا وسيلة ليتواصل العقل مع عالمه الخرجي .
أما السبب الثاني الذي يجعل عقولنا  تصطدم  بجدار المادة هي قصورها من اجتياز هذا الجدار لتكتشف ما ورائه فعقولنا في الحقيقة محدودة التخيل والتفكير...لا تستطيع أن تتجاوز عالمنا وتخترق عالم ما وراء المادة  ....فهي لا تمتلك ذالك  وكمثال على ذالك يمكن تشبيه هذا بجلوسك وحيدا في غرفة  بيت مهجور وموحش في غابة متباعدة الاطراف ....وإذا بباب الغرفة  يطرق ..نعم أنك فعلا تسمع صوت الباب يطرق .. ومتأكد أيضا من وجود أحدا بالباب.......ولكن هل من الممكن أن تتجاوز بعقلك وخيالك  الباب لتستطيع أن تتصور من الطارق .....أهو إنسان....أو حيوان ...أو مخلوق غريب أخر ......مهما كان تصور له فلن يمكن أن يكون صحيحا....ليبقى فتح الباب والخروج هو الفعل الوحيد الذي سيثبت صحت ما تخيلته في عقلك.....ولكن هيهات أن تصطدم بحقيقة مرة ..حينما تتأكد من أن ما كنت تتصوره كان خاطئا بالمرة حينها قد لا ينفع الندم ...وهذا أيضا جواب شافي لمن يحاول أن يتخيل الذات  الإلهية ..تعالى الله عن ذالك علوا .

هناك تعليق واحد :